للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المفسرون في معنى قوله تعالى {طوبى لهم وحسن مآب} فروى عن بن عباس رضي الله عنهما أن معناه فرح وقرة عين وقال عكرمة نعم ما لهم وقال الضحاك غبطة لهم وقال قتادة حسنى لهم وعن قتادة أيضا معناه أصابوا خيرا وقال ابراهيم خير لهم وكرامة وقال بن عجلان دوام الخير وقيل الجنة وقيل شجرة في الجنة وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث والله أعلم)) (١).

وجاء في الحديث الآخر تفسير الغرباء: قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: ((الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ)) (٢)، وفي لفظ: ((النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ)) (٣)، فهؤلاء الغرباء نُزَّاع، ينزع من القبيلة الفلانية واحد، ومن القبيلة الفلانية آخر.

وقوله: ((بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ) يعني: مسجد مكة، ومسجد المدينة (الحرم المكي، والحرم المدني).

وقوله: ((إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا)): أي ينضَمَّ ويجتمع بعضه إلى بعض، كما تنضم الحيَّة في جحرها.

وهذا الحديث فيه: الحث على لزوم الإسلام، والثبات عليه.

وفيه: علامة من علامات النبوة، أنه سيقع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، فكما أن الإسلام بدأ غريبًا، فسيكون غريبًا في آخر الزمان.


(١) شرح مسلم، للنووي (٢/ ١٧٦).
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٠٥٦)، والدولابي في الكنى والأسماء (١٠٦٩).
(٣) أخرجه أحمد (٣٧٨٤)، وابن ماجه (٣٩٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>