للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلوب لا يمكن أن يرتد عنه أحد.

وهذا يدل- أيضًا- على أن الذي منع هرقل من الإيمان أنه آثر الحياة الدنيا على الآخرة، وأن المعرفة لا تكفي وحدها بدون انقياد واتباع، فإبليس كان عارفًا، وفرعون كان عارفًا ولكن منعهم الكبر.

وفيه: أن هرقل تضلَّع من الكتاب الأول؛ لذا قال: ((وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ))، وهذا يدل على معرفته بعاقبة المرسلين.

وفيه: أنه استدل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك بقوله: ((وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ))، وهذه الأسئلة يُستدل بها على نبوة الأنبياء، وأن دلائل النبوة كثيرة، وليست خاصة بالمعجزات كما يدعي الأشاعرة، وأهل البدع (١)، وهذا من جهلهم.

كما أن خديجة رضي الله عنها استدلت على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بصفات النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء إليها في أول البعثة، فقالت: ((كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ


(١) الإرشاد، للجويني (ص ٣٠٩ - ٣١٥)، أصول الدين، للجويني (ص ١٧٠ - ١٧٥)، الاقتصاد في الاعتقاد، للغزالي (ص ٨١ - ٨٢)، وانظر: النبوات، لابن تيمية (ص ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>