للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ((يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ) يعني: أنهم لا يصلهم الدور؛ من كثرة الملائكة.

١٢ - فضل نبينا صلى الله عليه وسلم، وأنه تجاوز الأنبياء جميعًا، حتى أباه إبراهيم عليه السلام تجاوزه، ووصل إلى مكان- كما سيأتي في اللفظ الآخر- قال: ((حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلَامِ) أي: كتابة أقلام القدر.

١٣ - أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء كانت بأرواحهم، كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله (١)، فقد ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم بأرواحهم مصورة بصور أجسامهم، يعني: أخذت الروح شكل أجسادهم، وأجسادهم مدفونة في الأرض، وقال بعض الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أجسادهم المدفونة في الأرض، وهذا ليس بشيء، وأمر الأرواح أمر عظيم، وفي بعض أحاديث الإسراء أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِمُوسَى عليه السلام، ((وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ)) (٢)، ثم كلمه في السماء السادسة، وليست الروح كالأجساد، فالروح تهبط وتنزل بسرعة عظيمة، فهو رآه قائمًا يصلي في قبره، ثم صعدت روحه وكانت في السماء السادسة، وهذا معروف الآن، فالنائم روحه لها تعلق بالجسد، وقد تجول وتلتقي مع الأرواح، وقد تكون في مكان بعيد، فلو ضربتَ رجله انتبه، وجاءت روحه بسرعة.

أما عيسى ابن مريم عليهما السلام، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم رآه بروحه وجسده؛ لأن الله رفعه بروحه وجسده، وسينزل في آخر الزمان.

١٤ - أنه رأى سدرة المنتهى، وقد غشيها ألوان من الله، قال: ((وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا)) والقلال: جمع قُلَّة، وهي جَرَّة عظيمة تسع قربتين أو أكثر.

١٥ - إثبات العلو، وأن الله تعالى في العلو فوق المخلوقات كلها، فوق


(١) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٤/ ٣٢٨).
(٢) أخرجه مسلم (٢٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>