للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العرش، والعرش هو سقف المخلوقات.

١٦ - إثبات كلام الله عز وجل، وأنه سبحانه تكلم بكلام، بحرف، وصوت، وأنه سمعه نبينا عليه الصلاة والسلام بدون واسطة، لكن من وراء حجاب، وسمعه موسى عليه السلام- أيضًا- بالواسطة.

والصواب: أن نبينا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه عز وجل، ولا غيرُه رأى الله عز وجل، وهو الذي عليه المحققون (١)، وذهب بعض العلماء مثل النووي رحمه الله (٢)، وجماعة إلى أن نبينا صلى الله عليه وسلم رأى الله عز وجل، وقالوا: إن الخلة لإبراهيم عليه السلام، والتكليم لموسى عليه السلام، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم، والصواب: أنه صلى الله عليه وسلم لم ير ربه عز وجل؛ ولهذا جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه ((هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قال: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ؟ ) وفي رواية: ((رَأَيْتُ نُورًا) يعني: النور حجاب يمنعني من رؤيته، وفي الحديث الآخر في صحيح مسلم- أيضًا-: ((حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ)) وهذا عام، فلا يستطيع أحد من خلقه أن يتحمل رؤيته تبارك وتعالى في الدنيا، والرسول صلى الله عليه وسلم من خلقِهِ، وإنما كلَّم الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم من دون واسطة، ومن وراء حجاب، ويدل عليه- أيضًا- قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}.

١٧ - عظم شأن الصلاة، وأن الله تعالى فرض على نبينا الكريم الصلاة في المحل الأعلى، وقد فرضت الصلاة من دون واسطة، وفرضت في أول الأمر خمسين صلاة، فهذا كله يدل على عظم شأنها، وأن لها من مزايا عظيمة ليست في غيرها؛ ولذلك صارت فارقة بين المسلم وبين الكافر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ)) (٣).


(١) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٦/ ٥٠٩ - ٥١٠)، اجتماع الجيوش، لابن القيم (٢/ ٤٨).
(٢) شرح مسلم، للنووي (٣/ ٥).
(٣) أخرجه أبو داود (٤٦٧٨)، والترمذي (٢٦٢٠)، وابن ماجه (١٠٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>