للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يخرج في آخر الزمان ويُجري الله على يديه الخوارقَ ابتلاءً وامتحانًا، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ويقطع الرجل نصفين فيقول له: قم فيستوي قائمًا.

والسحر له أنواع متعددة، والذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من جنس المرض الذي يتعلق بالجسد، يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، يخيل إليه أنه وطئ زوجته ولم يطأها، ولا يتعلق سحره بعقله، ولا بعصمته، ولا بتبليغه الرسالة.

وقد أنكر بعض أهل البدع أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سُحر، يقولون: إن هذا يُخِلُّ بالتبليغ ويخل بعصمته وهو معصوم، وهذا باطل للحديث الصحيح الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سُحِر، وقد تلقته الأمة بالقبول، فأحاديث الصحيحين تفيد العلم، بل إن الحديث إذا صح سنده واتصل وتعددت رواته ولم يكن شاذًّا ولا معلَّلًا فإنه يفيد العلم ويجب قبوله والعمل به، فالنبي صلى الله عليه وسلم سُحِر فيما يتعلق بأمور الدنيا، وهذا من جنس الأمراض التي تصيبه، كما أنه صلى الله عليه وسلم مرض فسقط عن الفرس وجحشت رجله عليه الصلاة والسلام (١)، وكان يوعك كما يوعك الرَّجُلان (٢)، وصُبَّ عليه من سبع قِرب (٣)، وكسرت رَبَاعيته يوم أحد وشُجَّ وجهه وسقط في حفرة عليه الصلاة والسلام (٤).

وفيه: أن الله تعالى شفى نبيه عليه الصلاة والسلام من هذا السحر وعافاه منه بسبب دعائه، فقد دعا، ثم دعا، ثم دعا.

وفيه: أنه يجب اللجوءُ إلى الله والتضرعُ إليه ودعاؤه عند الكربات والمصائب وفي كل وقت.


(١) أخرجه البخاري (٣٧٨)، ومسلم (٤١١).
(٢) أخرجه البخاري (٥٦٢٨)، ومسلم (٢٥٧١).
(٣) أخرجه البخاري (١٩٨).
(٤) أخرجه البخاري (٢٩١١)، ومسلم (١٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>