قوله:((ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ))، يعني بهم: ولاة الأمر من بعده، وهو أبو بكر رضي الله عنه، ثم تعلق به رجل آخر، وهو عمر رضي الله عنه، ثم تعلق به رجل ثالث فانقطع، وهو عثمان رضي الله عنه؛ لأنه قُتل، ثم وصل، وتولى الخلافة بعده علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي هذه الأحاديث: دليل على أن المعبر للرؤيا قد يصيب، وقد يخطئ.
وفيها: الرد على من قال: إن الرؤيا على جناحي طائر فإذا أُوِّلَت وقعت، فهذا أبو بكر رضي الله عنه لما أوَّل أصاب بعضًا، وأخطأ بعضًا، فالذي أخطأ فيه لا يقع، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف بلفظ:((الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ)) (١)، وقد أشار البخاري في صحيحه إلى أن هذا
(١) أخرجه أحمد (١٦١٨٢)، وأبو داود (٥٠٢٠)، وابن ماجه (٣٩١٤)، وفي سند الحديث: وكيع بن عُدُس، انفرد بالرواية عنه يعلى بن عطاء، قال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: لا يُعرَف.