قوله:((فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ)): فيه دليل صريح بأن هؤلاء سقطوا في النار قبل حساب الموحدين.
وقوله:((وَغُبَّرِ أَهْلِ الْكِتَابِ))، يعني: بقايا أهل الكتاب، ومنهم من قال:((الغابرين))، يعني: الباقين. فالغابر يكون بمعنى الباقي وبمعنى الماضي، فهو من الأضداد، والإشارة إلى من لم يبدل.
وقوله:((كَأَنَّهَا سَرَابٌ))، يعني: كأنها ماء، ثم يتساقطون فيها، نعوذ بالله!
وقوله:((أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا)) فيه: إثبات هذه الرؤية، وهي هنا حصلت للمؤمنين للمرة الثانية.
وقوله:((ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُؤوسَهُمْ، وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ)) هذه المرة الرابعة التي تحصل للمؤمنين فيها الرؤية.
وقوله:((فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ)) هذا يكون على حسب الأعمال.
وقوله:((فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ)): فيه إثبات اليد لله تعالى، فقد حلف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:((والذي نفسي بيده))، وفيه: أن شؤون العباد بيد الله.