للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: ((فِي ذَاتِ اللَّهِ)): فيه: أن لله ذاتًا لا تشبه الذوات، ومن ذلك: قول خبيب- لما أسره المشركون- (١):

وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

وقوله: ((ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللَّهِ)): والثالثة- أيضًا- في ذات الله، لكنه في الثالثة لم يقل: في ذات الله؛ لأن له حظًّا فيها يتعلق بزوجته، والكذبات الثلاث هي:

الكذبة الأولى: قوله: (({إِنِّي سَقِيمٌ})) لما طلبوا منه أن يذهب معهم إلى عيدهم قال: {إني سقيم} قيل: إن المعنى تأول إلى أنه سيصيبه السقم، وأن كل إنسان معرَّض للسقم، وأنه لما نظر في النجوم قال: إني سقيم، يريهم من باب الإيهام.

الكذبة الثانية: أنه كسر الأصنام وقد وضع الفأس على الصنم الكبير لما ذهبوا إلى عيدهم، بعد أن حطم أصنامهم، فجاؤوا وقالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟ فقال: {بل فعله كبيرهم هذا}، وفي قراءة الكسائي الوقف على قوله: {بل فعله} والتقدير: بل فعله فاعل، ثم قال: {كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}، أي: كبير الأصنام هو هذا.

وعلى كل حال فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم كذبات، وهي مباحة وجائزة له؛ لأنه يجادل بها عن دين الله عز وجل، وهي من باب التهكم على عُبَّاد الأوثان؛ لعلهم يرجعون إلى رشدهم.

الكذبة الثالثة: في قصة زوجته سارة وهي ابنة عمه وكانت من أجمل النساء، فلما مروا بأرض جبار مصر في ذلك الزمان، ورآها بعض أتباع الجبار قالوا: إن هنا امرأة دخلت أرضك من أجمل النساء ما ينبغي أن تكون


(١) أخرجه البخاري (٣٠٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>