وقولها ((سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ سِلَاحٍ))، أي: صوت سلاح صدم بعضه بعضًا.
وقول علي رضي الله عنه:((مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ)): قاله بحسب علمه، وإلا فقد جمعهما- أيضًا- للزبير رضي الله عنه، كما سيأتي في الأحاديث بعده.
وفي هذه الأحاديث: مناقب لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فبعد أن ذكر المؤلف رحمه الله مناقب الخلفاء الراشدين الأربعة، انتقل إلى ذكر مناقب بقية العشرة المبشرين بالجنة.
وفيها: دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرٌ يصيبه ما يصيب البشرَ من الأرق والمرض والتعب والجوع والنصب، إلا أن الله تعالى اختصه بالرسالة والنبوة، فيطاع، ويُتَّبع، ويُحَب، وتُصدَّق أخباره، وتنفَّذ الأحكام التي جاء بها عليه الصلاة والسلام، ولكنه لا يُعبَد؛ فالمعبود هو الله سبحانه وتعالى.
وفيها: منقبة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين جاء يحرس النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع في نفسه خوف عليه، ووافق بذلك رغبة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:((لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ))، وفيه: النص على أن سعدًا رضي الله عنه رجل صالح.
وحراسة النبي صلى الله عليه وسلم كانت قبل أن ينزل قول الله تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، ثم لما أنزل الله تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} كان لا يُحرس.