للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يردونها، عند ذلك قالت أم سليم رضي الله عنها: احتسب ابنك، فابنك قد أعاره الله لنا، ثم أخذه، فغضب، وأنكر عليها عدم إخباره بذلك قبل الأكل والجماع، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا) يعني: في ماضي ليلتكما، فاستجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم، وولدت ولدًا سماه النبيُّ عليه الصلاة والسلام عبدَ الله، وخرج من نسله عشرةُ أولاد كلهم يحفظون القرآن.

وفيه: النهي عن طروق البيت، وهو الدخول ليلًا؛ لِما ورد في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه: ((نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا)) (١)، أي: لا يباغت أهله، إلا إذا أخبرهم وأعلمهم عن طريق الهاتف مثلًا، أو عن طريق رسول، فلا بأس حينئذٍ، فقد زال المحذور.

وفيه: فضل أبي طلحة رضي الله عنه؛ حيث كان ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم في مدخله ومخرجه.

وفيه: فضل أم سليم رضي الله عنها، حيث ضربها المخاض وهم في الطريق، فاحتُبس أبو طلحة رضي الله عنه عليها بسبب ذلك، فشق عليه، وقال: ((إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يَا رَبِّ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى))، ثم بعد ذلك زال ما كانت أم سليم رضي الله عنها تجده من آلام الطلق، حتى وصلت إلى المدينة، ثم عاودها المخاض، وهذه كرامة من كرامات أم سليم، ومنقبة من مناقبها رضي الله عنها.

وفيه: مشروعية تحنيك المولود؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد حنكه، فأمر بعجوة من عجوة المدينة، وهي تمر المدينة المعروف الذي جاء فيه الحديث: ((مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ، وَلَا سِحْرٌ)) (٢)، فمضغ النبي


(١) أخرجه البخاري (١٨٠١)، ومسلم (٧١٥).
(٢) أخرجه البخاري (٥٧٧٩)، ومسلم (٢٠٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>