للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصنمين من دون الله.

وقوله: ((فَقُلْتُ: هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي)): الهَنُ: الفرج، ومراده بالخشبة هنا: الفرج- أيضًا-، فهو كلمهما بهذا الكلام الذي لا يليق، يريد أن يصرفهما عن عبادتهما الصنمين من دون الله، وهذا من باب التهكم بما يعبدون من دون الله تعالى.

وقولهما: ((لَوْ كَانَ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا)): الأنفار: جمع نفر، أو نفير، وهو الذي ينفر عند الاستغاثة.

وقوله: ((فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ)): الولولة: الدعاء بالويل.

وقوله: ((فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ قَالَ: مَا لَكُمَا؟ قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا) يعني: فاستقبلهما الرسول وأبو بكر، وهما تولولان، فقال: ما لكما؟ قالتا: الصابئ، أي: أبو ذر الصابئ رضي الله عنه بين الكعبة وأستارها، تكلم علينا بكلام لا يليق، وقال: ((كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ) يعني: كلمة قبيحة ما نستطيع أن نتكلم بها.

وقوله: ((فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ، فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي) يعني: أراد أن يأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فقدعه صاحبه، يعني: كفه صاحبه وضرب يده، وهو أبو بكر رضي الله عنه.

وقوله: ((قُلْتُ: قَدْ كُنْتُ هَا هُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ، بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ) يعني: مكث خمسة عشر يومًا وخمس عشرة ليلة، مكث هذه المدة كلها ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لعنايته واهتمامه ومحبته رضي الله عنه للخير والإسلام، ولكنه جلس كل هذه المدة ولم يستطع أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم خوفًا من المشركين.

وقوله: ((إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ))، هكذا ورد في هذه الرواية، وفي رواية أخرى بزيادة لفظ: ((وَشِفَاءُ سُقْمٍ)) (١)، وأما حديث: ((مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ


(١) أخرجه الطبراني في الصغير (٢٩٥)، والبيهقي في الكبرى (٩٦٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>