أبي ذر رضي الله عنه وتحمله، وصبره على الإيذاء في سبيل االله؛ إذ إنه أتى المسجد الحرام وصرخ بين المشركين بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، فجاءه المشركون وضربوه حتى سقط على الأرض، فأنقذه العباس رضي الله عنه منهم، وخوفهم من قبيلته غفار، وقال لهم: ألا تعلموا أن هذا من غفار؟ ! فإنكم إذا ذهبتم إلى الشام للتجارة فإنكم تمرون على طريقهم، فحينئذٍ يثأرون له، فاستنقذه منهم، ثم عاد أبو ذر رضي الله عنه في اليوم الثاني وفعل مثل اليوم الأول، ففعلوا به مثل ما فعلوا، واستنقذه العباس رضي الله عنه منهم مرة أخرى.
وهذه الحادثة فيها منقبة عظيمة لأبي ذر رضي الله عنه، تدل على قوة إيمانه وصبره على الأذى في الله، وهذا هو الشاهد في مناقب أبي ذر رضي الله عنه.