وفيه: نص على العلة في عدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين، وهي لِما يترتب على ذلك من مفسدة تنفير الناس عن الإسلام؛ لأن عبد الله بن أُبيّ وغيره أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، فاليهود وكفار قريش وغيرهم يعتبرونهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قتل النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين تحدث اليهود وتحدث الناس أن محمدًا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه، فكان ذلك تنفيرًا عن الإسلام، وكان صدًّا عن الدخول فيه.
وقوله:((فَسَأَلَهُ الْقَوَدَ)): فيه: أنه لم يُقِدْه النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كسعه على وجه مزاحًا.
وفيه: أنه لا ينبغي للمسلم المزاح بشيء يغضب منه أخوه المسلم، ويسبب الإحن والشحناء وإيغار الصدور، بل يكون المزاح بشيء لا يسبب شيئًا من ذلك.
وفيه: النهي عن التنادي بالعصبية والقومية، وعزاء الجاهلية.