للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيفية ذلك فهذا الذي فوضوا علمه إلى الله سبحانه وتعالى، كما قال ربيعة شيخ مالك رحمهم الله: ((الاستواء معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) (١).

وكذلك نحن نقول في الصورة لله: الصورة معلومٌ معناها في اللغة، مجهولةٌ كيفيتُها؛ لأن صورة الرب جل وعلا لا يعلمها أحد إلا الله.

وقال المازري رحمه الله: ((ورواه بعضهم: ((إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ)) (٢)، وَلا يثبت هذا عند أهل النقل)) (٣).

والصواب: أنه ثابت، وقد أثبته الحافظ ابن حجر رحمه الله (٤).

ثم قال رحمه الله: ((واعلم أن هذا الحديث غلِط فيه ابن قتيبة وأجراه على ظاهره (وقال: فإن الله سبحانه له صورة لا كالصور وأجرى الحديث على ظاهره والذي قاله لا يخفى فساده؛ لأن الصورة تفيد التركيب وكلّ مركبٍ محدث والباري سبحانه وتعالى ليس بمحدث)) (٥).

وهذا صحيح بالنسبة للمخلوق، وأما بالنسبة للخالق فإنا نقول: إن لله تعالى صورة لا كصور المخلوق، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، فهي صورة سالمة من التركيب، بخلاف صورة المخلوق التي يلزمها التركيب والتجسيد.

وقال رحمه الله: ((وعجبًا لابن قتيبة في قوله: صورة لا كالصّوَر، مع كون هذا الحديث يَقتضي ظاهره عنده خَلق آدم على صورته فقد صارت صورة


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة، للالكائي (٣/ ٥٢٧).
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٤٩٨)، والطبراني في الكبير (١٣٥٨٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٤٠)، والدارقطني في الصفات (٤٨).
(٣) المعلم، للمازري (٣/ ٢٩٩).
(٤) فتح الباري، لابن حجر (٥/ ١٨٣).
(٥) المعلم، للمازري (٣/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>