ويكون منه قرب آخر؛ كقربه عشية عرفة وفي جوف الليل وإلى من تقرب منه شبرا تقرب منه ذراعًا والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجه والتقرب والرقة ما لا يوجد في غير ذلك الوقت)) (١).
وفي الحديث: إثبات الهرولة لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته، ولا تشبه هرولة المخلوقين، كالقول في سائر الصفات، فالهرولة صفة لله لا نعلم كيفيتها وإن كنا نعلم معناها.
وفيها: إثبات صفة المجيء، وصفة الإتيان، وصفة التلقي لمن تلقاه.
قوله:((سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ))، يعني: الذين سبقوا إلى الخير، والفضل، والثواب.
وقوله:((الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)): الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالجوارح، والذكر بالجوارح: هو العبادات كلها، فالمصلي ذاكر لله عز وجل، والصائم ذاكر لله عز وجل بجوعه.
قال بعضهم: الذكر بالقلب نوعان:
ذكر بتعظيم الله عز وجل، وخشيته، وإجلاله، والاعتبار بآياته ودلائله، ومخلوقاته.