للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ)).

وقد طلبت أم الدرداء رضي الله عنها من عبد الله بن صفوان أن يدعو لها، وكما ورد في حديث أويس القرني رحمه الله قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ)) (١) كما تقدم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ)) (٢)، وحديث: ((لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ)) (٣)، وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا فمجموع الأحاديث الواردة في هذا المعنى يقوي بعضها بعضًا، وهي تدل على أنه لا بأس بأن يطلب الإنسان من أخيه الدعاء له، لكن لا ينبغي الإكثار من هذا؛ لما فيه من المشقة.

ولا يخفى أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قيَّد المنع من طلب الدعاء إذا نظر الطالب إلى مصلحة نفسه، أما إذا نظر إلى مصلحة نفسه ومصلحة أخيه المطلوب منه الدعاء فلا بأس والحالة هذه.

قال رحمه الله: ((ومن قال لغيره من الناس: ادع لي- أو لنا- وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضاً بأمره وبفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتم به، ليس هذا من السؤال المرجوح.

وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا هو من السؤال المرجوح الذي تَرْكه إلى الرغبة إلى الله وسؤاله، أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله. وهذا كله من سؤال الأحياء السؤال الجائز المشروع)) (٤).


(١) أخرجه مسلم (٢٥٤٢).
(٢) أخرجه مسلم (٣٨٤).
(٣) أخرجه أحمد (١٩٥)، وأبو داود (١٤٩٨)، والترمذي (٣٥٦٢)، وابن ماجه (٢٨٩٤).
(٤) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، لابن تيمية (ص ٧٥ - ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>