فلم يمكث النبي صلى الله عليه وسلم إلا يسيرًا حتى نزل قولُ الله عز وجل:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}؛ فما صلى بعدها على منافق، ولا قام على قبره، حتى قبضه الله تعالى.
وقد شق على عمر رضي الله عنه اعتراضُه على النبي صلى الله عليه وسلم- مع أن القرآن الكريم نزل بعد ذلك موافقًا له- وقال:((فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا)) (١).
في هذا الحديث: دليلٌ على أن من صفات المنافقين: الإقبالَ على الشهوات، والتنعمَ باللذات حتى تركبَهم الشحومُ مع الغفلة والإعراض، وأما من ركبته الشحوم، ولم يكن عنده غفلةٌ ولا إعراضٌ فهذا لا يضره؛ فقد وُجد في الصحابة من هو سمين، كعتبان بن مالك رضي الله عنه.