للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هذا خطأ واضح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((يَضَعُ السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ)) (١)، ثم نحن نقول: أصابع بعض مخلوقاته؟ ! كل هذا باطل وممتنع.

كما لا يقال: إن لله عز وجل ستةَ أصابع في يد، وخمسةً في يد أخرى؛ لأمرين:

الأول: ما جاء في الحديث: ((فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ)): (٢)، وآدمُ له في كل يد خمسة أصابع.

والثاني: أن الصفاتِ توقيفيةٌ، والذي ورد أن لله خمسةَ أصابع.

وقد تأول بعضهم ضحكَ النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان ضحكَ إنكار وتعجب من سوء معتقد قائل هذا القول، لا ضحكَ تعجب من تصديق كلام الحبر لكلامه، قال النووي رحمه الله: ((قال القاضي عياض: وقال بعض المتكلمين: ليس ضحكُه صلى الله عليه وسلم وتعجبُه وتلاوتُه للآية تصديقًا للحبر، بل هو ردٌّ لقوله، وإنكارٌ وتعجبٌ من سوء اعتقاده؛ فإن مذهب اليهود التجسيم)) (٣).

قلت: كيف يكون ردًّا، وقد صرح الصحابي بأنه تعجب من تصديق كلام الحَبر لكلامه، والصحابة رضي الله عنهم هم أعلم الناس بمقاصد النبي صلى الله عليه وسلم.

والحاصل: أنه يجب على طالب العلم أن يعتني بمذهب السلف الصالح في إثبات الصفات الخبرية؛ فإذا كان بعض العلماء الكبار قد زلت أقدامهم فيها، فكيف بمن هو دونهم، فيجب على طالب العلم أن يحمد الله تبارك وتعالى أن وفقه لمعتقد أهل السنة والجماعة.


(١) أخرجه البخاري (٧٤٥١).
(٢) أخرجه البخاري (٦٢٢٧)، ومسلم (٢٨٤١).
(٣) شرح مسلم، للنووي (١٧/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>