قوله:((عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ)): كنيته أبو الضحى.
وقوله:((مَنْ عَلِمَ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللَّهُ أَعْلَمُ))، يعني: ينبغي ألَّا يتكلفَ الإنسان عِلمَ ما لا يَعلم، بل لا يقول إلا ما يتيقن عِلمَه، فإذا كان لا يعلم فلا يستكبر، وليقل: الله أعلم، كما قال الشعبي رحمه الله:((لَا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ)) (١)؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه:((مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ: أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ: اللَّهُ أَعْلَمُ))، وسبب غضب ابن مسعود رضي الله عنه من هذا القاصِّ: أنه حدَّث بما لا يَعرف.
قوله:((اللَّهُمَّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ))، وفي الرواية الأخرى:((دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ)): والسنينُ التي أصابت الناسَ في زمن يوسف عليه السلام كانت سنينَ جدب وقحط، ثم أتى بعدها سنينُ خصب ورخاء، كما أخبر تعالى بقوله:{وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات}.
ولقد استجاب الله تعالى دعاءَ نبيه عليه الصلاة والسلام؛ فأصابتهم سنة استأصلت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود والميتة من شدة الجوع، فصار أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من شدة الجوع.
فهذا هو الدخان الذي قال الله تعالى فيه:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}، وقد مضى هذا الدخان، كما أخبر الحق تبارك وتعالى عن ذلك بقوله:{إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}.