حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:((يَبْعَثُ الشَّيْطَانُ سَرَايَاهُ، فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً)).
في هذا الحديث: أن الشيطان يَبعث سراياه، فيقول أحدهم: فعلت كذا وكذا، فيخبره إبليس أنه لم يصنع شيئًا، ثم يأتي أحدهم فيقول: فرَّقت بينه وبين امرأته، يعني: طلَّقها، فيحمد إبليسُ صنيعَه ويلتزمه، ويقول له:((نِعْمَ أَنْتَ)): رضًا بما صنع؛ لِمَا في ذلك من انتشار الفواحش والزنا.
ومعلوم أن الشرك أعظم من هذا كله، إلا أن الشيطان علم أنه لا يطاع في الشرك إذا أمر به، فإذا كان قد علم أنه لا يطاع في الشرك، فإنه يرضى بأن يطاع في هذا ونحوه.
وفيه: أن إبليس اللعين يضع عرشه على الماء تشبُّها بالرب عز وجل، وأنه يرسل جنوده ليفتنوا الناس عن دينهم.