تَعْمَلُونَ} ونحوُهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يُدخَل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث، بل معنى الآيات: أن دخول الجنة بسبب الأعمال، ثم التوفيق للأعمال، والهداية للإخلاص فيها، وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو مراد الأحاديث. ويصح أنه دخل بالأعمال، أي: بسببها، وهي من الرحمة، والله أعلم)) (١).
قلت: هذا هو الصحيح؛ فليس دخول الجنة بسبب الأعمال، والإمام النووي رحمه الله هنا خالف مذهب الأشاعرة، فكأنه رحمه الله مثل الحافظ ابن حجر رحمه الله، أحيانًا يميل إليهم وأحيانًا أُخَرَ يخالفهم، فدخول الجنة إنما هو برحمة الله عز وجل، ثم يقتسم الناسُ درجاتِ الجنان بأعمالهم.