للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ((اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ) يعني: أخرجهم من بلادهم كما أخرجوك وأخرجوا المهاجرين من ديارهم وأموالهم، ففيه: الأمر بالجهاد، ولعل هذا كان بعد الهجرة.

وقوله: ((وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ)): فيه: وعد بالخلف، قال الله تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}.

وقوله ((وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ)): فيه: وعد بالإمداد بالملائكة، كما أمده الله بهم يوم بدر، ويوم حنين.

وقوله: ((وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ)): هذا أمر بالجهاد، وكان ذلك بعد هجرته عليه الصلاة والسلام.

وقوله: ((وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ)): المراد: أن هؤلاء من أهل الجنة، لا أن أهل الجنة محصورون في هذه الأصناف الثلاثة، فلا يدخلها غيرهم.

وكل هذه الأوصاف لا بد أن يكون معها الإيمان بالله ورسوله، وإلا فلو كان السلطان العادل كافرًا فإنه لا يدخل الجنة، وكذلك الرجل الرحيم رقيق القلب للمسلمين ولقرابته إذا كان غيرَ مؤمن فلا تنفعه رقة قلبه ورحمته ... وهكذا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر مناديًا ينادي في الناس: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ)) (١).

وقوله: ((وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ) أي: لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي.

وقيل: الذي لا مال له.

وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.


(١) أخرجه أحمد (٥٩٤)، والترمذي (٣٠٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>