أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ أَبَدًا))، أي: إذا كان الباب يُفتح فإنه يُغلق، لكن إذا كُسر فلا حيلة في إصلاحه.
فهابوا أن يسألوا حذيفة مَن هو هذا الباب، فقالوا لمسروق: سله، فسأله، فقال حذيفة:((عُمَرُ))، أي: أن عمر رضي الله عنه هو الباب، فإذا قُتِلَ ظهرت الفتن، وهذا هو الواقع، فإنه لما قتله أبو لؤلؤة المجوسي- لعنه الله- وطعنه ست طعنات، حصل اختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم من يكون الخليفة؟ ثم عهد الأمر إلى ستة من أهل الشورى، ثم بعد ذلك قُتِلَ عثمان رضي الله عنه، فتتابعت الفتن، وحصلت الحروب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فانفتح باب الفتن إلى يومنا هذا، وإلى قيام الساعة.
في هذا الحديث: أن حذيفة رضي الله عنه أعلم من جندب رضي الله عنه بالفتن؛ لهذا حلف حذيفة رضي الله عنه ألا تهرق دماء في هذا اليوم، أما حَلِف جندب رضي الله عنه فعلى حسب ظنه بسبب هذا التوتر الذي حدث لأجل قيام أهل الكوفة ضد والي عثمان رضي الله عنه، والإنسان إذا حلف على حسب ظنه فلا يلام.
ويوم الجرعة يوم قدم فيه سعيد بن العاص أميرًا على الكوفة من قبل عثمان رضي الله عنه، فردوه، وأمَّروا أبا موسى الأشعري رضي الله عنه، وسألوا عثمان رضي الله عنه