يكثرون في آخر الزمان، وهم في زماننا اليوم كُثُر، فيخرج إليهم جيش من المدينة يقاتل الروم في الشام.
وقوله:((خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ)): روي سُبُوا، وسَبَوا، وكلاهما صحيح، يعني: أنهم سُبُوا أولًا، ثم أسلموا، ثم بعد ذلك لما هداهم الله للإسلام وتمكن الإسلام من قلوبهم صاروا يقاتلون الروم، ويَسْبُون منهم؛ فلذلك يقول النصارى للمسلمين:((خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ)): حنقًا عليهم، أي: نريد أن نقاتل إخواننا الذين كانوا نصارى، ثم أسلموا، وصاروا يسبوننا، فيقول المسلمون:((لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا))، ويخرج جيش المدينة فيكون ثلاثة أثلاث:
- ثلث ينهزمون لا يتوب الله عليهم أبدًا؛ لأنه لا يوفقهم للتوبة، بل يستمرون مُصرِّين على المعاصي حتى الموت.
- وثلث يُقتلون، وهم أفضل الشهداء عند الله.
- وثلث يفتح الله بهم القسطنطينية، لا يُفتنون، يعني: يعصمهم الله من الفتن.
وقوله:((فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ)): فيه: دليل على أن قتالهم في ذلك الوقت يكون بالسيف، كما سيأتي في الحديث أنهم يقاتلون بالخيل، والأفراس، وهذا يدل على أن هذه المخترعات الجديدة ستنتهي، وأن الناس سيعودون إلى السلاح الأبيض.
وقوله:((إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ))، أي: المسيح الدجال ((قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ))، أي: قام مقامكم. ((وَذَلِكَ بَاطِلٌ))، أي: كذب، ((فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ))، يعني: إذا ذهبوا إلى الشام وجدوا المسيح الدجال قد خرج.
وقوله:((فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ))، يعني: فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيؤمهم، فإذا رآه المسيح الدجال ذاب، أي: إذا رأى مسيحُ الضلال مسيحَ الهدى ذاب كما يذوب