في هذه الأحاديث: عَلَمٌ من أعلام النبوة؛ لأن الفتن جاءت من الشرق الأقصى، والأدنى، كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
والشرق الأقصى: هو الصين، وخراسان، وما وراءها، والعراق، والشام.
والشرق الأدنى: نجدٌ كلها.
فمن الفتن التي جاءت من الشرق الأقصى: فتنة الشيوعية، والتتار، والصليبين، وفتنة الجهمية، والخوارج، والمعتزلة، وفتن حزب البعث في الشام، والعراق، وفتنة الرافضة في إيران، والعراق.
ومن الفتن التي جاءت من الشرق الأدنى- أي: من نجدٍ-: ردة بني حنيفة والتفافهم حول مسيلمة الكذاب، وتصديقه في دعوى النبوة.
وليس المراد: أن بقية الجهات ليس فيها فتن، بل فيها فتن، لكن الفتن من جهة الشرق أكثر، بدليل أن هناك فتنًا جاءت من جهة الغرب؛ كفتن العبيديين الذين ملكوا المغرب ومصر في القرن الثالث الهجري، والملاحدة، والزنادقة، والقرامطة.
وقوله:((حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ))، أي: إن الشيطان يجعل ناحية رأسه عند غروب الشمس وعند طلوعها، حتى يكون عُبَّاد الشمس كأنهم يسجدون له؛ ولهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها.