للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)): هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبيَّن له متى يخرج؛ لأنه يحتمل أن يخرج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بعد زمانه، ثم بعد ذلك بيَّن الله له أنه لا يخرج في زمانه؛ وإنما يخرج في آخر الزمان بعد دهر طويل من بعثته صلى الله عليه وسلم.

وقوله: ((إِنْ يَخْرُجْ، وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ) يعني: أحاجِجُه، وأجادله، وأكفيكم إياه.

وقوله: ((وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) أي: أن الله تعالى يتولى كل مسلم، ويثبته على إيمانه بعد وفاته.

وقوله: ((إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ) أي: أنه شاب وليس شيخًا، وهو قطط، أي: شديد جعودة الشعر، وعينه طافئة، أي: عينه اليمنى عوراء ليس فيها نور.

وقوله: ((كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ)): وجاء في الحديث الآخر: ((يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ: لَا، أَنْتَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ امْرُؤٌ كَافِرٌ)) (١)، وهذا فيه دليل على أن الإنسان إذا كان يشبه شخصًا كافرًا لم يضره ذلك؛ لأن العبرة بالإيمان والأعمال، وليست بتشابه الصور.

وقوله: ((فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ)): فيه: مشروعية قراءة فواتح سورة الكهف لمن أدرك الدجال، وأن هذا من أسباب الوقاية من فتنته، وجاء في الحديث الآخر: ((مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)) (٢)، وفي رواية أخرى: ((مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ)) (٣).

وقوله: ((إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ)): الخلة: ما بين الشيئين، والمراد بها هنا: ما بين البلدين.


(١) أخرجه أحمد (٧٩٠٥)، وابن حبان (٧٤٩٠).
(٢) أخرجه مسلم (٨٠٩).
(٣) أخرجه مسلم (٨٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>