للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ((وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ)): الحصر: المنع والحبس.

قال الأبي رحمه الله: ((قال القاضي عياض: لعله لما ينالهم من الحاجة إلى ما يأكلون وما يحرثون؛ لشدة حرصهم. قلت: وإنما ذكر الرأس ليقاس البقية عليه في القيمة)) (١).

وقوله: ((فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ)): النغف: دود في أنوف الإبل والغنم واحدتها نَغَفَةٌ (٢).

وقوله: ((فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ)): وفَرْسَى، أي: قتلى.

والمعنى: إذا حصر يأجوج ومأجوج المسلمين مدة يرغب نبي الله عيسى عليه السلام والمسلمون إلى الله، ويدعون على يأجوج ومأجوج، فيرسل الله النغف في رقابهم، فيهلكهم الله في ليلة واحدة، فيصبحون موتى كموت نفس واحدة.

وقوله: ((ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ) أي: يهبطون من الطور؛ لأنهم كانوا عليه.

وقوله: ((فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ) يعني: لا يجدون موضع شبر إلا ملأته رائحتهم الكريهة، لكن من فضل الله عليهم أنه يسخر لهم نوعًا من الطير كأعناق الإبل التي لها سنامان، تأخذهم وتلقيهم في البحر، ثم ينزل الله مطرًا يغسل الأرض حتى تزول هذه الرائحة، وإلا لو بقيت لمات الناس بهذه الرائحة الكريهة، قال: ((ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ)).

وقوله: ((كَأَعْنَاقِ البُخْتِ)): أو البَخْت، أي: كأعناق الإبل التي لها


(١) شرح مسلم، للأبي (٧/ ٢٧٣).
(٢) المعلم، للمازري (٣/ ٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>