قوله:((فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا)): أُنْتِجَ: هذه لغة قليلة، ونُتِجَ لغة أكثر منها، والمعنى: تولى ولادتها، فالأبرص تولى ولادة الإبل، والأقرع تولى ولادة البقر، والأعمى تولى ولادة الغنم، فصار للأول وادٍ من الإبل، وللثاني وادٍ من البقر، وللثالث وادٍ من الغنم.
وقوله:((ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ))، أي: أن الْمَلَك أتى للأبرص في صورته السابقة؛ وكذلك أتى الأقرع؛ وذلك ليذكرهما بحالتهما الأولى؛ ابتلاءً وامتحانًا لهم.
تنبيه: استدل بعض الناس بمجيء الملَك إلى الأبرص والأقرع في صورتهما وهيئتهما على جواز التمثيل، وهذا خطأ، فالملَك لم يمثِّل، وإنما أرسله الله تعالى في صورتهما ليذكرهما بحالتهما الأولى؛ لعلهما يتعظان ويتذكران.
وقوله:((رَجُلٌ مِسْكِينٌ، قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي)): الحبال هي: الأسباب، وقيل: المراد: الطرق، وروي ((انْقَطَعَتْ بِيَ الجِبَالُ))، وروي:((انْقَطَعَتْ بِيَ الحِيَلُ)) (١)، وكلها صحيحة، والمعنى: أن الملَك أتى الأبرصَ في صورة الأبرص، وقال له: أنا رجل فقير، وابن سبيل، ولا نفقة معي