للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكتب أثناء إقامته في إنكلترا سلسلة مقالات يصف فيه أحوال سفره باسم "سفرنامه لندن" فأبدى فيه فرحًا بما رأى من تطور حياتهم وحزن حزنًا شديدًا على تخلف المجتمع الهندي، وأقام في العاصمة وزار المراكز الثقافية والمجامع العلمية، واطلع على المشاريع التعليمية والفنية ولقي أعيان الحكومة وقابل الملكة "فكتوريا" (Queen Victoria)، واعتنت به الدوائر الرسمية ورحبت به إلى الحفلات الرسمية والاستقبالات الملكية (١).

ومن المجالس العلمية التي شارك فيها السيد مجالس "الجمعية الآسوية الملكية" إذ كان عضو شرف فيها، كما كان شرف في نادى "إيتهيم" أيضًا، وكان يعتز كثيرًا بهذا الشرف لأنه من الأمور النادر الحصول عليها، وقابل عددًا من المستشرقين، وكان المستشرق الفرنسي غارسون دتاسي حريصًا ومشتاقًا إلى المراسلة معه وإلى اللقاء به، وهناك اطلع على المعارف والعلوم الحديثة، وصنف كتابه المشهور "الخطبات الأحمدية" في الرد ما أورده المستشرق "سير وليم ميور" على السيرة النبوية من الاتهامات، وقرأ المخطوطات الموجودة في مكتبة المكتب الهندي ومكتبة المتحف البريطاني واطلع على التصانيف العربية في السيرة النبوية، وجمع التفاسير النادرة باللغة اللاتينية (٢).

ومما لا شك فيه أن السيد كان صادقا في قصده ومتحمسًا لدينه ومبصرًا في طلبه إلى حد كبير، فقد ميز بين منصف من المستشرقين للإسلام وغير منصف له، واستفاد من المنصفين المعتدلين ورد على المغالين وحزن حزنًا شديدًا عندما اطلع على اتهاماتهم على الإسلام، ومما يدل على حماسه الشديد للدين الحنيف قوله عندما اطلع على كتاب المستشرق وليم ميور " The Life of Mohammed" (حياة محمد) يقول فيه "قد تمزق قلبي حينما رأيت كتاب وليم ميور حياة محمد "صلى الله عليه وسلم)


(١) ينظر حياة جاويد لحالي ص: ١٤٨ - ١٦٠، ونزهة الخواطر وبهجة المسامع والمناظر: عبد الحي الحسني، مطبعة مجلس المعارف الإسلامية، حيدر آباد، الهند ١٣٧٨ هـ: ٨/ ٣٧.
(٢) ينظر حياة جاويد لحالي ص: ١٤٨ - ١٦١.