للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الامتناع من الكتابة قد ثبت عنهم الإذن بالكتابة إلا أبا موسى الأشعري رضى الله عنه على أن ما روى عنه في النهي ضعيف لا يحتج به (١).

ثانيا: وأما قول جراغ علي عن المحدثين: "بأن تحقيقهم هذا لم يكن مبنيا على أسس تاريخية وعقلية .... إنما نظروا إلى اتصال السند وعدمه .... وأما تحقيق الرواية من حيث المتن فتركوه لغيرهم ... " اهـ.

فنرد عليه بقولنا: المنهج التاريخي الحديث نفسه مستمد من منهج المحدثين لنقد الروايات، يقول الدكتور قنديل محمد قنديل رحمه الله عز وجل: "وفي المجال التاريخي في القديم كان يُعتمد في نقد الأحداث التاريخية على مجرد الرواية دون أن يكون هناك منهج علمي محدد تنتقد على أساسه الروايات، استمر الحال على ذلك إلى أن وضعت خطوات وأسس في العصر الحديث لنقد الروايات التاريخية مستمدة من منهج النقد للروايات الحديثية عند المحدثين (٢).

وقد ذكرنا هذه الخطوات مع الإشارة إلى عمل المحدثين الذي أخذت منه هذه الخطوات عند ذكر مناهج المستشرقين (٣).

ثالثا: وأما قول جراغ علي: "إن المحدثين إنما نظروا إلى اتصال السند وتركوا دراسة المتن" اهـ.

فهذه فرية أخرى قد أثارها أعداء الإسلام ومن سلك مسلكهم للطعن في الحديث، ومن ثم الطعن في منصب النبي صلى الله عليه وسلم التشريعي.

فنرد على هذه الفرية بقولنا: "إن صحة إسناد الحديث لا تعني (في اصطلاح المحدثين) صحة الحديث، لأن من شروط الصحيح ألا يكون شاذًا ولا معللًا.


(١) كتابة الصحابة رضى الله عنهم للحديث النبوي بين المسلمين والمستشرقين بحث مكمل لنيل درجة الماجستيرلـ أقونع أفندي - ١٤٠٨ - ١٤٠٩ قسم الاستشراق- جامعة الإمام. ص ٦٩ - ٧٠، وينظر موقف المدرسة العقلية ٢/ ١١٤.
(٢) ينظر النقد الأعلى للكتاب المقدس لـ د. قنديل محمد بتصرف ص: ٤.
(٣) ينظر من هذا البحث المنهج التاريخي ص: ١١١.