للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - لا يجوز أن يكون الخبر الذي تعبد الله به الأمة، وتعرف به إليهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كذبًا وباطلًا، لأنه من حجج الله على عباده، وحجج الله لا يمكن أن تكون كذبا وباطلًا (١).

(ولكن) "لما أظلمت القلوب وعميت البصائر بالإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وازدادت الظلمة بالاكتفاء بآراء الرجال، التبس عليها الحق بالباطل، فجوزت على أحاديثه الصحيحة التي رواها أعدل الأمة وأصدقها أن تكون كذبًا، وجوزت على الأحاديث الباطلة المكذوبة المختلقة التي توافق أهواءها أن تكون صدقًا فاحتجت بها" اهـ (٢).

٢ - لقد تكفل رب العالمين بحفظ دينه كله، وإظهاره على الأديان كافة، ولذلك فضح الله من كذب على رسوله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته.

قال سفيان ابن عيينة: (٣) "ما ستر الله أحدًا يكذب في الحديث" اهـ (٤).

وقال ابن المبارك: "لو همَّ رجل أن يكذب في الحديث لأصبح والناس يقولون: فلان كذاب" اهـ (٥).

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "وبهذا تعلم أن ما أطبق عليه أهل الكلام ومن تبعهم أن أخبار الآحاد لا تقبل في العقائد ولا يثبت بها شيء من صفات الله، زاعمين أن أخبار الآحاد لا تفيد اليقين وأن العقائد لا بد فيها من اليقين


(١) ينظر مختصر الصواعق المرسلة لمحمد بن موصل ص: ٤٧٩.
(٢) المرجع السابق ص: ٤٧٩.
(٣) سفيان ابن عيينة: هو سفيان ابن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي مولاهم، أبو محمد، الكوفي ثم المكي، الأعور، أحد الأعلام، ثقة حافظ إمام حجة إلا أنه تغير حفظه بآخره، وربما دلس ولكن عن الثقات (الجرح والتعديل ٤/ ٢٢٥ - ٢٢٧).
(٤) مختصر الصواعق المرسلة ص: ٤٨٥.
(٥) ينظر المرجع السابق ص: ٤٨٥، وشرح العقيدة الطحاوية ص: ٣٥٥ - ٣٥٦.