الافتراق بين المسلمين في الهند وبخاصة بين أهل السنة والجماعة هو وليد الاستشراق والاستعمار، فالديوبندية والبريلوية والقاديانية والقرآنية والنيجرية حتى الجماعات التي أسست بعد الاستعمار مثل جماعة التبليغ والجماعة الإسلامية، إذا تتبعنا تاريخ تلك الفرق ونشأة هذه الجماعات يتحقق لنا لكل منها مؤسس قد عاش زمن الاستعمار وله ارتباط بالاستعمار والاستشراق إما لصالح المسلمين أو لضدهم .... وما من فرقة من هذه الفرق إلّا ولها تأثر خفي أو جلي من الاستشراق.
ومن المستشرقين البارعين الذين عينتهم الحكومة لدراسة أوضاع المسلمين ولوضع الخطة الجديدة لإخضاع المسلمين من جديد المستشرق "هنتر" (Hunter) الذي يقول في تقريره الذي أصدره بعد دراسة أوضاع المسلمين:
"فليكن دائما على بال الحكومة الإنكليزية أن الوهابية الهنود هم شرذمة قليلة من الجماعة الكبيرة التي تجول في جميع أنحاء الآسيا، يُرَحَّبون في بعض المساجد، ويطردون عن بعضها، وهؤلاء كلهم دعاة يسعون في تجريد الدين المحمدي عن البدع والخرافات، كما قام قساوسة "هيدربيند" بإصلاح كنائس الروما.
ومن سوء حظ الحكومة الإنكليزية أنها قامت في وقت قد بدأ الإصلاح بين المسلمين، وهذا الإصلاح الذي هو قائم بين المسلمين يبعث فيهم التنافر والجفوة تجاه المستعمرين الكافرين، لأن إصلاح البين والتنافرة تجاه الحكومة شيئان متلازمين، إذ أن المسلمين كلما تمسكوا بالأصول الأصلية من الدين لزمهم الخروج على حكومة ذلك الوقت" اهـ (١).
ويقول أيضا: "إن البحث والاستفتاء عن مسألة الجهاد من قبل المسلمين يبين بيانًا واضحًا بأن حكومتنا في الهند قامت على أسس خطرة. لأن الجدير بالذكر أنه لم تصدر فتوى بجواز جهاد ضد حكومة ما إلا قد قام القتال ونصبت المذابح، فلما أفتى