انظر: "الأحكام": كتاب النكاح، باب النفقة على العيال (ج/٦ ل: ١١.أ). ولما كان نقل عبد الحق لما عند الدارقطني من أحادث على ترتيبها وقع إشكال في عودة الضمير (بمثله) على أيهما يعود؟ ولهذا فابن القطان جعل الدرك في هذا الحديث على الدارقطني؛ لأنه ذهب إلى أن مقتضاه من حيث القاعدة أن يعود الضمير على الأقرب. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ٨): (وقال ابن القطان: ظن الدارقطني لما نقله من كتاب حماد بن سلمة أن قوله "مثله" يعود على لفظ سعيد بن المسيب. وليس كذلك، وإنما يعود على حديث أبي هريرة. وتعقبه ابن المراق بأن الدارقطني لم يهم في شيء، وغايته أنه أعاد الضمير إلى غير الأقرب، لأن في السياق ما يدل على صرفه للأبعد"".اهـ وانظر كذلك: التعليق المغني على الدارقطني: ٣/ ٢٩٨. قلت: ولعل أول من وهم في هذا الحديث هو البيهقي؛ ذلك أنه - في السن الكبرى ٧/ ٤٧٠ - لم يذكر حديث أبي هريرة المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بل أول ما ذكر كلام سعيد بن المسيب، ثم ذكر عقبه بسنده إلى حماد عن عاصم بن بهدلة بالسند المتقدم إلى أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. فانعطف الحديث المرفوع على كلام التابعي، أما في "الخلافيات" فانه قد ذكر كلام ابن المسيب، وقال عقبه: وروى عن أبي هريرة مرفوعا في الرجل لا يجد ما ينفق الحديث ... وقد تكفل صاحب الجوهر النقي بالرد على البيهقي فيما ذهب إليه، موضحا أن الدارقطني لم يهم في الحديث، وأنه لا يعرف هذا مرفوعا في شيء من كتب الحديث، بل إنه يبعد في العادة أن يذكر كلام تابعي ثم يستشهد عليه بحديث مرفوع. انظر: -غير مأمور-: السنن الكبرى للبيهقي، وبهامشها الجوهر النقي: كتاب النفقات ٧/ ٤٧٠ - التلخيص الحبير: (٤/ ٨)، والتعليق المغني على الدارقطني (٣/ ٢٩٨). أما حديث أبي هريرة: أفضل الصدقة. إلى قوله: وأبدأ بمن تعول. فقد أخرجه البخاري (ح: ٥٣٥٥، ح: ٥٣٥٦)،. ومسلم، كما أخرجه أبو داود (٢/ ٣١٢ ح: ١٦٧٦) والنسائي (باب صدقة عن ظهر غنى ٥/ ٦٢ وباب البخاري المتقدمة أن الزيادة الواردة في آخر الحديث: (تقول المرأة إما أن تطعمني الحديث). من قول أبي هريرة؛ فقد قال: هذا من كيس أبي هريرة. وفي رواية لإبن عجلان عند النسائي في الكبرى: قال: زيد فسئل أبو هريرة: من تعول يا أبا هريرة قال: امرأتك تقول الحديث: (كتاب عشرة النساء ٥/ ٣٨٤ ح: ٩٢١٠). وفي رواية أخرى لإبن عجلان -عند النسائي في الكبرى- كذلك - (ح: ٩٢١١) - جاءت الزيادة مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فقيل من أعول كا رسول الله؟ الحديث. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٩/ ٥٠١): (وهو وهم). ولما تمسك بعض شراح الحديث بهذه الرواية، ورجحوها بما أخرجه الدارقطني من طرق إسحاق بن منصور عن حماد بن سلمة, عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المرأة تقول لزوجها: أطعمني الحديث. بين الحافظ ابن حجر أنه