للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكن قد يجاب عن ذلك بأنه قد ورد في لغة العرب هكذا: "معلول"؛ قال الحافظ العراقي: " قد حكاه جماعة من أهل اللغة، منهم قطرب، فيما حكاه اللبي، والجوهري في الصحاح، والمطرزي في المغرب ... واستعمل أبو إسحاق (الزجاج) لفظة المعلول في المتقارب من العروض". (١)

وقال الجوهري في الصحاح: "اعتل أي مرض، فهو عليل، ولا أعلك الله، أي لا أصابك بعلة ... وعل الشيء فهو معلول". (٢)

وقال محمد بن عمر بن عبد العزنر بن القوطية: "عل الإنسان مرض، والشيء أصابته العلة فيكون استعماله بالمعنى الذي أرادوه غير منكر، بل قال بعضهم: استعمال هذا اللفظ أولى لوقوعه في عبارات أهل الفن، مع ثبوته لغة، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، قال ابن هشام في شرح بانت سعاد:

تحلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنها منهل بالراح معلول (٣)

والأصل فيه أن الإبل إذا شربت في أول الورد يقال فيها نهلت، من النهل، فإذا ردت إلى أعطانها فسقيت ثانية فذلك علل.

ولقد جنح الحافظان البلقيني والعراقي إلى تسميته بالمعلل.

قال البلقيني: وصواب الإستعمال "المعلل" إذا كان من أعل.

والحافظ العراقي ممن لا يرتضي استعمال معلول في الحديث المعلل لذا يقول في منظومته:

وسم مابعلة مشمول ... معللا ولا تقل معلول

ويظهر أن صاحب الصباح المنير قد فَصَّل القول في الموضوع حيث انتصر لمن


(١) التقيد والإيضاح ص: ١١٦.
(٢) الصحاح ١٧٧٣ ...
(٣) ترجيه النظر، للشيخ الجزائري ص: ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>