للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم ركب وركبنا، ثم قال: كيف ترى القوم صنعوا حين فقدوا نبيهم، وأرهقتهم صلاتهم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أليس فيهم أَبو بكر وعمر؟ إن يطيعوهما فقد رشدوا ورشدت أمتهم، وإن يعصوهما فقد غووا وغوت أمتهم، قالها ثلاثا، ثم سار وسرنا، حتى إذا كنا في نحر الظهيرة، إذا ناس يتبعون ظلال الشجر، فأتيناهم، فإذا ناس من المهاجرين، فيهم عمر بن الخطاب، قال: فقلنا لهم: كيف صنعتم حين فقدتم نبيكم، وأرهقتكم صلاتكم؟ قالوا: نحن والله نخبركم, وثب عمر، فقال لأَبي بكر: إن الله قال في كتابه: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وإني والله ما أدري، لعل الله قد توفى نبيه، فقم فصل وانطلق, إني

⦗٢٥٠⦘

ناظر بعدك ومتلوم, فإن رأيت شيئًا وإلا لحقت بك، قال: وأقيمت الصلاة, وانقطع الحديث» (١).

- وفي رواية: «بعث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم جيش الأمراء، وقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رَوَاحة الأَنصاري، فوثب جعفر، فقال: بأبي أنت يا نبي الله وأمي، ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا، قال: امضوا، فإنك لا تدري أي ذلك خير، قال: فانطلق الجيش، فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم صعد المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ناب خبر، أو ثاب خبر ـ شك عبد الرَّحمَن ـ ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي، إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له، فاستغفر له الناس، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشد على القوم حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رَوَاحة، فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه، فرفع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم إصبعيه، وقال: اللهم هو سيف من سيوفك فانصره، وقال عبد الرَّحمَن مرة: فانتصر به ـ فيومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: انفروا فأمدوا إخوانكم، ولا يتخلفن أحد، فنفر الناس في حر شديد، مشاة وركبانا» (٢).


(١) اللفظ لابن أبي شيبة.
(٢) اللفظ لأحمد (٢٢٩١٨).