وهذا الذي كان من الله سبحانه لامرأة إبراهيم كان لإبراهيم، إذ يقول الله سبحانه:«وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً»(٧٢: الأنبياء) ..
أي زيادة في الفضل والإحسان. فكلمة «نافلة» حال من يعقوب قوله تعالى: «وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» هو بيان لما كان عليه الموقف في بنى إسرائيل بعد أن ذهب موسى لموعده مع ربّه.. فلقد جعل موسى أخاه هرون خليفة عليهم من بعده:
إذ يقول له «اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي» ووصّاه بما ينبغى أن تكون عليه سيرته فيهم، فقال «وأصلح» وهرون عليه السلام، نبىّ كريم، لا يكون منه إلا ما هو صالح، ولكنه توكيد لرسالته، وتحذير له مما يقع من القوم من مفاسد وشرور، فالقوم- كما يعرفهم موسى- لا يستقيمون على حقّ، ولا يصبرون عليه، ومن هنا كان تحذيره لأخيه بقوله:«وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» .
الميقات: الموعد الذي أقّت له وقت، فهو مكان وزمان معا.. مكان معلوم، ووقت محدود..
وحين سمع موسى كلام ربّه، كلاما مباشرا من غير واسطة، اشتاقت نفسه أن يرى ربّه الذي أسمعه صوته، وأطمعه ذلك في أن يطلب مالا يطلب، وذلك حين قدّر أن الذي يسمعه بأذنه يمكن أن يراه بعينه، على أيّة حال تكون هذه الرؤية..!
ولهذا لم يطلب موسى الرؤية إلا بعد أن سمع الكلام.. فقال:«رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» وهذا ما يشير إلى أن موسى لم يكن يطلب رؤية كتلك الرؤية التي تقع له من عالم الأشياء.. وإنما هى رؤية من نوع فريد، كما أن الكلام الّذى سمعه