فخرق السفينة، كان- كما آل إليه الأمر- رحمة بأصحابها..!
وقتل الغلام، كان- كما آل إليه الأمر- رحمة به، وبأبويه، ورحمة بالناس..!
وإقامة الجدار، كان- كما آل إليه أمره- رحمة بالغلامين اليتيمين! إن أمر الله، وقضاءه فى خلقه.. حيث كان، وعلى أية صورة وقع، هو رحمة.. من ربّ رحيم! وهذا ما يشير إليه قوله سبحانه:«وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ»(١٥٦: الأعراف) .
ورحمة الله إنما تجرى بأسباب، وتنزل حيث تنزل بقوى مسخرة، تدفع بها إلى المواطن المسوقة إليها، بقدر مقدور، وتقرير معلوم.
وهذا حكم يقرره الأستاذ لتلميذه، فيرى من هذا الحكم أن أستاذه ليس إلا سحابة تحمل غيثا، تدفع بها قدرة الله، إلى حيث يراد لها أن تنزل..
فيقول له:
«وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي..!» .
إنه لا أمر له مع أمر الله.. وما هو إلا رسول يفعل ما أمر الله به، فيمن أرسله إليه.. شأنه فى هذا شأن تلميذه «موسى» الذي أمر بأن يبلّغ رسالة ربّه إلى من أرسله الله إليهم من عباده! وهنا يصافح الأستاذ تلميذه، مودّعا.. بقوله:
«ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً» ! ويفترق الصاحبان- ويأخذ كل منهما طريقه فى الحياة، على ما كانا يعهدان من قبل..!
أما العبد الصالح.. فطريقه قائم على مستوى القدر، المختفى وراء ستر