أم أنه مجرد عملية من عمليات العقل، وطريقة من طرائقه فى فهم الأشياء، وكشف الحقائق؟
وسؤال آخر.. هل هناك خير؟ وإذا كان.. فما هو؟ وهل الشر قائم إلى جانب الخير أبدا؟ وإن كان.. فما هو؟ وما الصلة بينه وبين الخير؟
الخير والشر.. وواقع الحياة:
ولعلّ أكثر الكلمات دورانا على ألسنة الناس، كلمتا الخير والشر..
فما عرض لإنسان أمر، أو وقع له شىء، إلّا نظر إليه من جانبى الخير والشر، وإلّا أخذه بأحد الوصفين: الخير والشر.. إن هاتين الكلمتين، هما ميزان الحياة الذي يقدّر به الإنسان كلّ شىء يأخذه أو يدعه.. الخير فى كفة، والشرّ فى الكفة الأخرى.. هكذا تجرى حياة الناس، وهكذا تجىء تصرفاتهم وبقع سلوكهم، على حسب ما يشير إليه مؤشر الميزان، من رجحان إحدى الكفتين على الأخرى.. فإذا تعادلتا، توقف الإنسان ووقع فى حيرة بين ما يأخذ وما يدع! إننا جميعا نقول بالخير والشر.. نعرفهما، ونعمل ونتعامل فى حدودهما، ونزن حظوظنا من كلّ شىء بهما..
ومع هذا، فإن من بعض الفلاسفة والمفكرين من ينكر وجودهما، ولا يعترف بأن فى الحياة خيرا أو شرا..
فهل يقبل واقع الحياة هذا الرأى؟ وهل انطوت صفحات الخير والشر من هذا الوجود، إذعانا لهذا الرأى، ونزولا على حكمه؟