للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم- فى هذا تكريم لرسل الله، واعتراف بفضلهم على الناس، إذ كانوا مصابيح هدى، ودعاة أمن وسلام للعباد.. وهذا من شأنه أن يجعلهم موضع إعزاز، وحبّ، وإكرام، من أقوامهم خاصة، ومن الإنسانية كلها عامة، لا أن ترجمهم الأيدى الأئمة، وتسلقهم الألسنة الفاجرة، وتزدريهم العيون البلهاء، كما يفعل السفهاء، والحمقى، من أهل الشرك والضلال..!

- وقوله تعالى: «آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» - هو استفهام تقريرى، يراد به أخذ الجواب من كل لسان، على هذا السؤال..

وأصل الاستفهام «أالله» قلبت همزة الوصل في لفظ الجلالة ألفا، للتسهيل، فصارت مع همزة الاستفهام مدّة..

و «أمّا» أصلها «أم» حرف العطف الذي يقع بعد همزة التسوية، «ما» الموصولة.. فأدغمت الميم في الميم.. وجىء باسم الموصول «ما» بدل «من» للإشارة إلى ما يعبد المشركون من معبودات، لا تعقل، من الحيوان، والجماد، وغيرها، وذلك أكثر ما يشرك به المشركون.

قوله تعالى:

«أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ؟ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ» .

فى الجواب على الآية السابقة جوابان:

جواب لأهل البصائر وأصحاب العقول.. وهو أن الله هو وحده المستحقّ للعبادة..

وجواب لأهل الشرك، الذين ران الضلال على قلوبهم.. وهو أنهم يؤثرون آلهتهم التي يعبدونها، ولا يلتفتون إلى غيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>