للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: «أَفَلا تَذَكَّرُونَ» - دعوة إلى الوقوف عند هذا المشهد، الذي يرى فيه هذا الإنسان الذي اتخذ إلهه هواه، وأضلّه الله بعد أن جاء العلم، وختم الله على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة..

فليأخذ كل إنسان لنفسه عظة من هذا المشهد، ولينظر إلى نفسه، فإن كان بالمكان الذي فيه هذا الضّال فليحاول أن ينخلع عن هذا المكان، وليمدّ يده إلى الله طالبا العون منه.. فإنه لا يطلب العون إلا منه، ولا يرحى الخلاص إلا على يده سبحانه.

قوله تعالى:

«وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» .

تلقى هذه الآية أصحاب الزيغ والضلال، بعد أن أرتهم أنفسهم فى واحد منهم، قد رماه الله بتلك الآفات المهلكة، التي حجبته عن كل هدّى، وحالت بينه وبين كل سبيل إلى النجاة..

والآية الكريمة معطوفة على محذوف، يفهم من قوله تعالى:

«أَفَلا تَذَكَّرُونَ» .

أي أن هؤلاء المشركين الضالين، لم يستجيبوا لهذه الدعوة التي تدعوهم إلى التذكر والتدبّر فى أمرهم.. فلم يتذكروا ولم يتدبروا، بل أمسكوا بكل ما فى كيانهم من ضلال، وقالوا ما كانوا يقولونه من قبل، من أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء، وأنه ليس إلا هذه الحياة الدنيا، ولا حياة بعدها.

«وَقالُوا: ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» .

أي إن حياتنا ما هى إلا هذه الحياة الدنيا.. «نَمُوتُ وَنَحْيا» .. أي

<<  <  ج: ص:  >  >>