حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ومعنى يوافي نعمه: أي يلاقيها فتحصل معه، ويكافئ، بهمزة في آخره: أي يساوي مزيد نعمه، ومعناه: يقوم بشكر ما زاده من النعم والإحسان. قالوا: ولو حلف ليثنينَّ على الله تعالى أحسن الثناء، فطريق البَر أن يقول: لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وزاد بعضهم في آخره: ذلك الحمد حتى ترضى. وصوّر أبو سعد المتولي المسألة فيمن حلف: ليثنين على الله تعالى بأجل الثناء وأعظمه، وزاد في أول الذكر: سبحانك.
وعن أبي نصر التمار عن محمد بن النضر رحمه الله تعالى قال: قال آدم - صلى الله عليه وسلم -: يا رَب شَغَلْتَني بِكَسْب يَدي، فعَلِّمْنِي شَيْئًا فيهِ مَجامِعُ الحَمْدِ وَالتَّسْبِيح، فأوحى اللَّهُ تبارك وتعالى إليه: يا آدَمُ إذَا أصْبَحتَ فَقُلْ ثَلاثًا، وإذَا أمْسَيْتَ فَقُلْ ثَلاثًا: الحَمْدُ لَلهِ رَب العَالمِينَ حَمْدًا يوافِي نِعَمَهُ ويكَافِئُ مَزِيدَهُ، فَذلِكَ مَجَامِعُ الحَمْدِ والتسْبيحِ والله أعلم.
ــ
حجر بعد ذكر المسألة وما ذكر عن جبريل رواه ابن الصلاح بإسناد معضل تارة وضعيف منقطع أخرى ومن ثم قال في الروضة ليس لهذه المسألة دليل معتمد أي من الأحاديث وإلا فدليله من حيث المعنى ظاهر وفي التحفة ولو قيل يبر بيا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك لكان أقرب بل ينبغي أن يتعين لأنه أبلغ معنى وصح به الخبر اهـ. قال ابن عطية في شرح الإرشاد قال الزركشي روي في سبل الخيرات أن رجلًا حج وأخذ بحلقة الباب وقال الحمد لله بجميع محامده ما علمت منها وما لم أعلم على جميع نعمه ما علمت منها وما لم أعلم مدى خلقه كلهم ما علمت منهم وما لم أعلم ثم جاء العام الثاني وهم أن يقولها فناداه ملك قد أتعبت الحفظة من العام الأول إلى الآن لم يفرغوا مما قلت ولا شك أن في هذا زيادة فينبغي أن لا يبر إلّا به اهـ قوله:(يُوافي نِعمَهُ أَي يُلاقِيهَا فتحصُلُ معهُ) بمعنى أن الحمد يفي بالنعم ويقوم بحقوقها. قوله:(وزَادَ بعضهمْ) هو إبراهيم