وأما إطباق النّاس على فعله مع أن في المتكنِّين به والمكنِّين الأئمةَ الأعلامَ، وأهل الحل
والعقد والذي يقتدى بهم في مهمات الدين، ففيه تقوية لمذهب مالك في جوازه مطلقاً، ويكونون في فهموا من النهي الاختصاص بحياته -صلى الله عليه وسلم- كما هو مشهور من سبب النهي في تكني اليهود بأبي القاسم ومناداتهم: يا أبا القاسم، للإيذاء، وهذا المعنى قد زال. والله أعلم.
[باب جواز تكنية الكافر والمبتدع والفاسق إذا كان لا يعرف إلا بها أو خيف من ذكره باسمه فنتة]
قال الله تعالى:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} واسمه عبد العزى،
ــ
العلة المسطورة في حديث جابر اهـ. قوله:(وأما إطباق النّاس على فعله) إما بفتح الهمزة حرف فيه معنى الشرط وجوابه قوله: ففيه تقوية لمذهب مالك. قوله:(في المتكنين) بضم الميم وفتح الفوقية وفتح الكاف
وكسر النون وأصله متكنيين بياءين إحداهما لام الكلمة والأخرى ياء الجمع فحذفت الأولى بعد حذف كسرتها. قوله:(وأهل الحل والعقد) هم المفتون. قوله:(والذي يقتدى) أي يتأسى (بهم في مهمات الدين) أي فيما أهم من أمره وشأنه وهم العلماء العاملون أمتع الله بهم إلى يوم الدين ثم الخلاف في هذه الأقوال بالنسبة لأصل واضع هذه الكنية أما لو عرف إنسان بها فدعاه شخص بها لم يحرم ولذا قال المصنف في أول المنهاج وأتقن مختصر في الفقه المحرر للإمام أبي القاسم الرافعي اهـ.
[باب جواز تكنية الكافر والمبتدع والفاسق إذا كان لا يعرف إلا بها أو خيف من ذكره باسمه فنتة]
قوله:(قال تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} الخ) سبب نزول ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس إنه -صلى الله عليه وسلم- لما نزلت:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ورهطك منهم