إذا انصرف من المشعر الحرام ووصل منى يستحبُّ أن يقول: الحَمْدُ للهِ الَّذِي بَلَّغَنِيها سالما مُعافىً، اللهُم هذِهِ مِنىً قدْ أتَيْتُها، وأنا عَبْدُكَ، وفي قَبْضَتِكَ، أسألُكَ أن تَمُنَّ عَليَّ بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلى أوْليائِكَ، اللهُم إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الحِرمَانِ والمُصِيبَةِ في دِينِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فإذا شرع في رمي جمرة العَقَبة قطع التلبية مع أوَّل حصاة واشتغل بالتكبير، فيكبِّر مع كل حصاة،
ــ
جد بني عبد المدان رؤساء نجران ولفظه مثل أمية لكن قال:
وكل عبد لك قد ألما
وقد وجدته مرفوعًا عن ابن عباس في قوله تعالى:(إلا اللمم) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"اللهم إن تغفر تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما"
قال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث صحيح أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد قلت وهو محمول على أنه - صلى الله عليه وسلم - تمثل به ومن ثم تغير وزن البيت اهـ.
فصل
قوله:(إذا انصرف الخ) ظرف لقوله المستحبة. قوله:(يستحب أن يقول الخ) قال الحافظ: لم أره مأثورًا. قوله:(سالمًا) أي من القواطع المانعة عن الوصول. قوله:(معافى) من الأسقام أو من الآثام إن كان أهل ذلك المقام. قوله:(اللهم إني أعوذ بك من الحرمان الخ) أخرجه الحافظ عن الأصمعي قال: رأيت أعرابيًّا بمكة يقول: اللهم إليك خرجت وما عندك طلبت فلا تحرمني خير ما عندك لشر ما عندي وإن أنت لم ترحم تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبتي. قوله:(فإذا شرع في رمي الجمرة الخ) هذا إن فعل بالأفضل من تقديم الرمي فإن قدم غيره من أسباب التحلل قطع التلبية به كما سبق. قوله:(فيكبر مع كل حصاة) أي للأتباع ففي حديث مسلم عن جابر في حجة الوداع: ثم سلك - صلى الله عليه وسلم - الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة وورد أصل ذلك في الصحيحين عن ابن مسعود وعند البخاري عن ابن عمر وعند أبي داود من رواية سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه وهي التي يقال لها: أم جندب وقضية الأحاديث وكلامهم أنه يقتصر