روينا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ــ
بالشفاعة وزعم الواحدي إجماع المفسرين عليه قال في القول البديع وعلى تقدير صحة الأقوال فلا تنافي بينها لاحتمال أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة فإذا جلس أعطاه الله اللواء وشهد بالإجابة ويحتمل أن يكون المراد بالمقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور وأن الإجلاس هي المنزلة المعبر عنها بالوسيلة والفضيلة وقد ورد في صحيح ابن حبان يبعث الله الناس فيكسوني ربي حلة خضراء فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود وقال شيخنا ويظهر أن المراد بالقول المذكور هو الثناء الذي يقدمه بين يدي الشفاعة وإن المقام المحمود هو مجموع ما يحصل له في تلك الحالة اهـ.
فإن قلت ما الحكمة في سؤال ذلك مع كونه واجب التحقق إذ عسى في الآية للتحقق.
قلت إظهار شرفه وعظيم منزلته. قوله:(الذِي وَعَدْته) منصوب المحل صفة لمقام محمود إن قلنا إن المقام المحمود صار علمًا لذلك المقام وإن كان على صورة النكرة وظاهر أن المراد منه أنه وضع لذلك لا أنه صار علمًا بالغلبة لأن العلم بالغلبة لا يكون إلأفي المعرف بال أو المضاف إليه وما هنا ليس منهما أو بدل أو نصب على المدح بتقدير أعني أو خبر مبتدأ محذوف وعلى رواية المقام المحمود لا إشكال ويكون صفة ولا يجوز أن يكون صفة للنكرة باقيًا على نكارته والمراد وعدته أي بقولك {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وأطلق عليه الوعد لأن عسى من الله واقع كما صح عن
ابن عيينة وغيره وزاد البيهقي في رواية على ما ذكر إنك لا تخلف الميعاد وأما زيادة بعضهم يا أرحم الراحمين فردوها بأنه لا وجود لها في كتب الحديث.
[فائدة]
روى الطبراني حديث إذا قال الرجل حين يؤذن المؤذن اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أعط محمدًا سؤله يوم القيامة نالته شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويؤخذ منه استحباب ذلك وإن كان الأول أصح وظاهره أنه يقول الذكر المذكور حال الأذان ولا يتقيد بفراغه لكن يحتمل أن يكون المراد من الأذان تمامه إذ المطلق يحمل على الكامل ثم سؤله بضم السين المهملة وإسكان الهمزة معناه حاجته والسؤال والسؤلة مسألة الإنسان من حاجته والمراد به الشفاعة