باب حثّ من سُئل علماً لا يعلمه ويعلم أن غيره يعرفه على أن يدله عليه
فيه الأحاديث الصحيحة المتقدمة في الباب قبله.
وفيه حديث:"الدين النصيحة" وهذا من النصيحة.
روينا في "صحيح مسلم" عن شريح بن هانيء قال: "أتيتُ عائشةَ رضي الله عنها أسألُها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فاسْأَلْه، فإنه كان يسافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسألناه ... " وذكر الحديث.
وروينا في "صحيح مسلم" الحديث الطويل في
ــ
مسلم أيضاً وخرجه مسلم من حديث أبي هريرة في حديث طويل سبقت الإشارة إليه في الفصول أوائل الكتاب.
باب حث من سئل عما لا يعلمه ويعلم أن غيره يعرفه على أن يدل عليه
قوله:(على أن يدل عليه) متعلق بقوله حث وقوله أولاً لا يعلمه وثانياً يعرفه تفنن في التعبير أما إذا كان يعلمه فيذكره للسائل وإن كان عند غيره أيضاً نعم إن كان ذلك الغير أتقن فيه أشار إليه قالوا: أما إلقاء الحديث فالأولى ألا يحدث بحضرة من هو أولى منه بالتحديث لسنه أو علمه أو زهده أو سنده بل قيل: بكراهة التحديث وفي البلد من هو أولى منه قالوا: ولا يلتحق بذلك الافتاء وإقراء
العلم فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يفتون في عهده -صلى الله عليه وسلم- وفي بلده حسبما عقد ابن سعد في طبقاته لذلك باباً ولم يزل السلف والخلف على استفتاء المفضول وتدريسه مع وجود الفاضل وبحضرته والفرق بينه وبين التحديث ظاهر. قوله:(عن شريح بن هانئ) بضم المعجمة وفتح الراء وسكون التحتية ثم حاء مهملة وهانئ بالهمزة في آخره وتقدم في كلام الأسماء أنه تابعي وأن أباه أبا شريح صحابي كناه -صلى الله عليه وسلم- به بعد أن كان كنيته أبا الحكم الخ. قوله:(فقالت: عليك بعلي بن أبي طالب الخ) قال المصنف في شرح مسلم في الحديث من الأدب ما قاله العلماء أنه يستحب للمحدث