للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في ألفاظ يكره استعمالها]

روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن سهل بن حنيف وعن عائشة رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يَقُولَن أحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي".

وروينا في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يَقُولن أحَدُكُمْ: جاشَتْ نَفْسي، ولَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسي".

قال العلماء: معنى لقست وجاشت: غثت، قالوا: وإنما كره "خبثت" للفظ الخبث والخبيث.

قال الإِمام أبو سليمان الخطابي: لقست وخبثت معناهما واحد، وإنما كره خبث للفظ الخبث، وبشاعة الاسم منه، وعلَّمهم الأدبَ في استعمال الحسن منه، وهجران القبيح، و"جاشت" بالجيم والشين المعجمة، و"لقست" بفتح اللام وكسر القاف.

فصل: روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه

ــ

[باب في ألفاظ يكره استعمالها]

قوله: (قال العلماء معنى لقست غثت) وقال ابن الأعرابي معناه ضاقت اهـ. وجاشت أي غثت وهي من الارتفاع كأن ما في البطن يرتفع إلى الحلق فحصل الغثي. قوله: (وإنما يكره لفظ الخبيث)

يعلم منه أن أحد الرديفين قد يختص عن الآخر بحكم مخالف له لمعنى في لفظه لم يوجد في لفظ الآخر ثم الكراهة تنزيهية من باب أدب اللفظ ولا يرد عليه ما في الحديث الآخر من قوله فيصبح خبيث النفس كسلان لأن المنهي عنه إخبار المرء بذلك عن نفسه والنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما أخبر عن صفة غيره وعن شخص منهم مذموم الحال ولا يمنع إطلاق هذا اللفظ في مثل ذلك.

قوله: (وروينا في صحيحي البخاري ومسلم) عند أبي داود ولا يقولن أحدكم الكرم فإن الكرم الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>