روينا في "صحيح مسلم" عن جابر رضي الله عنه "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل أهلَه الأُدْمَ، فقالوا: ما عندنا إلا خل، فدعا به فجعل يأكل منه ويقول:
ــ
باب مدح الآكل الطعام الذي يأكل منه
اعلم أنه لا منافاة بين قضية الترجمة وما سبق من حديث ابن أبي هالة من قوله وكان يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يذم ذواقًا ولا يمدحه فإن المراد لا يمدحه بحسب طبعه وميله إليه وهواه لأن ذلك شأن أرباب العنية بالطعام والشره فيه فإذا وقع المدح منه فيكون لباعث شرعي من جبر خاطر كما في حديث الباب أو إعلام بفضيلة تخص الطعام كما ورد منه في اللبن ونحو ذلك. قوله:(روينا في صحيح مسلم الخ) هذا بعض من حديث جابر وهو ما ورد عنه قال: كنت جالسًا في داري فمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأشار إلي فقمت إليه فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت والحجاب عليها فقال: هل من غداء قالوا: نعم، فأتى بثلاثة أقراص فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه
قرصًا ووضع بين يدي قرصًا وأخذ الثالث فكسره باثنين فوضع نصفه بين يديه ونصفه بين يدي وفي رواية فأتي بغلق من خبز ثم قال: هل أدم؟ ، وفي رواية: أما من أدم؟ فقالوا: لا إلا شيء من خل فقال: هاتوا فنعم الأدم الخل، وفي رواية قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ: أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود وأبو عوانة اهـ. وفي الجامع الصغير من تخريج أحمد ومسلم والسنن الأربعة من حديث جابر قال الحافظ: ووقع في رواية أحمد من طريق يزيد بن هارون عن جابر بلفظ كنت في ظل داري فلما رأيته وثبت إليه فجعلت أمشى وراءه قال: ابن قد دنوت منه والباقي نحوه وورد من حديث عائشة قالت: قال رسول الله روقوله: "يا عائشة هل عندك من أدم" قالت: خل، قال: "نعم الأدم الخل" أخرجه مسلم والترمذي ويستأنس به في تسمية المبهم ويؤيده ما أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة هل عندك من أدم" قالت: نعم خل، قال: "نعم ا