فيه حديث جابر الذي قدمناه في "باب مدح الطعام". قال الإِمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء" من آداب الطعام أن يتحدَّثوا في حال أكله بالمعروف، ويتحدثوا بحكايات الصالحين في الأطعمة وغيرها.
[باب ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع]
روينا في "سنن أبي داود وابن ماجه"
ــ
مع الإقبال على الطعام شره ونهمة ينبغي التنزه عنهما. قوله:(فيه حديث جابر) يعني السابق في مدح الطعام الذي يأكل منه قال المصنف في شرح مسلم فيه استحباب الحديث على الأكل تأنيسًا للآكلين. قوله:(من آداب الطعام أن يتحدثوا في حال أكله بالمعروف) عبر ابن الحاجب في الإفراد بقوله والحديث ويسن الحديث غير المحرم على الطعام اهـ. وظاهر أن المعروف منه أولى وقال أيضًا لا يتكلم بالمستقذرات حال الأكل اهـ.
[باب ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع]
قوله:(روينا في سنن أبي داود وابن ماجه الخ) قال الحافظ بعد تخريجه: حديث حسن أخرجه
أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وفي صحته نظر فإنه من رواية وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده ووحشي الأعلى هو قاتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وفي ثبت أنه لما أسلم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "غيب وجهك عني" فيبعد سماعه منه بعد ذلك إلا أن يكون أرسله وأما وحشي بن حرب الثقفي فروى عنه جماعة وأبوه لم يرو عنه إلا ابنه وحكى ابن عساكر عن بعضهم أن صحابي هذا الحديث غير قاتل حمزة لكن في النسخة المروية عن الوليد بن مسلم يعني الراوي له عن وحشي بهذا السند التصريح بأنه قاتل حمزة وهي عدة أحاديث أخرجها الطبراني وغيره وفي بعضها ما ينكر وإنما قلت إنه حسن لأن له شاهدًا من حديث ابن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلوا جميعًا ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة" وفي سنده من اتفقوا على ضعفه