للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظِّرَابِ وَبُطُونِ الأودِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ، فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس" هذا حديث لفظه فيهما، إلا أن في رواية البخاري: "اللهُم اسْقِنا" بدل "أغِثْنا" وما أكثر فوائده، وبالله التوفيق.

[باب أذكار صلاة التراويح]

ــ

والظراب إذ هو بالكسر لا غير. قوله: (والظِّرَابِ) هو بكسر الظاء

المعجمة آخره موحدة جمع ظرب بفتح الظاء وكسر الراء وقد تسكن وهي الجبال الصغار المنبسطة وقال الجوهري الرابية الصغيرة. قوله: (وبطونِ الأَودِيَةِ) جمع واد والمراد ما يحصل فيه الماء فينتفع به قالوا ولم يسمع أفعلة جمع فاعل إلَّا في أودية جمع واد. قوله: (فانقلعَتْ) أي السحابة أو السماء أمسكت المطر عن المدينة وفي نسخة صحيحة من الأذكار فانقطعت وهو كذلك في صحيح مسلم شرح عليها المؤلف وقال إنه هكذا في النسخ المعتمدة وفي أكثرها فانقلعت وهما بمعنى اهـ. قوله: (ومَا أكْثَر فوائِدهِ) فمنها الأدب في الدعاء حيث لم يدع برفع المطر مطلقًا لاحتمال الاحتياج إلى استمراره فاحترز فيه مما يقتضي دفع الضرر وإبقاء النفع ويستنبط منه أن من أنعم الله عليه بنعمة لا ينبغي له أن يسخطها لعارض يعرض فيها بل يسأل الله تعالى دفع ذلك العارض وإبقاء النفع ومنها أن الدعاء بدفع الضرر لا ينافي التوكل وإن كان الأفضل التفويض لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان عالمًا بما وقع لهم من الجدب وأخر السؤال به في ذلك تفويضًا لربه ثم أجابهم للدعاء لما سألوه بيانًا للجواز ومنها جواز الاستسقاء بغير صلاة مخصوصة كما قال به الشافعي ومنها استحباب طلب انقطاع المطر عن المنازل والمرافق إن كثر وتضرروا به ولكن لا تشرع له الصلاة ولا الاجتماع في الصحراء والله أعلم.

[باب أذكار صلاة التراويح]

سميت بذلك لأنهم كانوا يتروحون عقب كل أربعة منها أي يستريحون وقيل إنه يفعلونها بعد نوم ومن ثم قال الحليمي لا يدخل وقتها إلَّا بعد نومه بعد صلاة العشاء قال لأن حقيقة القيام لا تحصل إلّا بذلك ورجح خلافه واتفق العلماء على أنها المراد من قيام رمضان في قوله - صلى الله عليه وسلم - من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه رواه البخاري وقوله إيمانًا أي

<<  <  ج: ص:  >  >>