للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: يا سَلْمانُ شَفَى اللهُ سَقَمَكَ، وغَفَرَ ذَنْبَكَ، وعَافَاكَ في دِينِكَ وَجسْمِكَ إلى مُدَّةِ أجَلِكَ".

وروينا فيه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: مرضت فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوّذني فعَوّذني يومًا، فقال: "بسم اللهِ الرحمَنِ الرحِيم، أُعِيذُكَ باللهِ الأحَدِ الصمَدِ الّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد، مِنْ شَر مَا تَجدُ"، فلما استقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا قال: "يا عُثمانُ تَعَوَّذْ بِهَا فما تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِها".

باب استحباب وصية أهل المريض ومن يخدمه بالإحسان إليه واحتماله والصبر على ما يشق من أمره وكذلك الوصية بمن قرب سبب موته بحدٍّ أو قصاص أو غيرهما

روينا في "صحيح مسلم" عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما، أن

ــ

بالمدائن سنة خمس وثلاثين على الأكثر وقيل سنة اثنين وما ترك شيئًا يورث عنه رضي الله عنه قوله: (يا سلْيمَانُ) عبر بدله في الحصين بقوله يا فلان قال شارحه إنه نقل بالمعنى إذ المراد بالخطاب العام أي سليمان وغيره من المرضى والله أعلم. قوله: (سَقَمكَ) بفتحتين وضم فسكون أي مرضك. قوله: (وجسْمِكَ) أي بدنك. قوله: (إلى مدَّةِ أَجلِكَ) أي نهاية عمرك. قوله: (وَرَوَيْنَا فيهِ الخ) أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير وفي سنده ضعف أشار إليه الحافظ. قوله: (استقَلّ قائمًا) أي ارتفع من مجلسه قائمًا للانصراف. قوله: (تَعوذْ بهَا) أي بهذه الكلمات وفي نسخة بهما والظاهر إنه من تصحيف الكتاب فالذي في أصل صحيح من كتاب ابن السني بها بضمير الواحدة الغائبة.

باب استحباب وصية أهل المريض

(ومن يخدمه بالإحسان إليه واحتماله والصبر على ما يشق من أمره وى لك الوصية بمن قرب سبب موته بحد أو قصاص أو غيرهما) أقول الأولى الوصية بمن قرب موته بسبب حد أو قصاص الخ. لأن السبب هو المقتضي للحد أو للقصاص والقريب إنما هو موته المسبب عما يقتضي ذلك والله أعلم. قوله: (وَرَوَيْنَا في صَحِيحِ مُسْلم الخ) قال الربيع في تيسير الأصول أخرجه الخمسة إلَّا البخاري قال الحافظ وأخرجه أحمد. قوله: (عَنْ عِمران بْنِ حصِينِ) هو أبو نجيد بنون وجيم مصغر عمران بن حصين بحاء وصاد

<<  <  ج: ص:  >  >>